رئيس التحرير : مشعل العريفي

بدر بن سعود يعلق على إعلان المشهور السنغالي "خابي لام" مع الخطوط السعودية.. ويوضح كيف يتلاعب متسولو الإنترنت بعواطف الناس

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: علق الكاتب الدكتور بدر بن سعود، على إعلان المشهور السنغالي خابي لام مع الخطوط السعودية.

كلهم متسولون

وقال "بن سعود" في مقال له بعنوان "كلهم متسولون" المنشور بصحيفة "الرياض": قامت حملة إنترنتية على كبير تيك توك السنغالي خابي لام، في يوليو الجاري، وذلك بسبب إعلان للخطوط السعودية يعرف بخدمة (بيوند) الجديدة التي تقدم للمسافرين عليها، وفيها يظهر الشخص الأكثر شعبية على المنصة الصينية مجاوراً لراكب سعـــودي، وكان السعـــــودي ينظــر إلى مسافرين يأكلون أمامه متعجباً، فقام خابي بإعلامه عن وجود مزايا إلكترونية يستطيع من خلالها الطلب، وبدون الرجوع لطـــاقم الضيافة على الطائرة، إلا أنه استخدم يديه كعادته وبطريقة مستفزة ومزعجة، وتظهر الراكب المواطن وكأنه صاحب معرفة تقنية محدودة، واستجابة للاعتراض الذي قوبل به الإعلان من قبل شريحة واسعة من السعوديين، فقد تم استبداله وأعطي الدور لراكب من جنسية آسيوية.

الأفعال لا الأقوال

وأضاف: السنغالي خابي لام لم يتجاوز عمره 22 عاما، وهو يقيم في إيطاليا، ودخوله الأول إلى السوشال ميديا تم بالصدفة، وبسبب كورونا وفقدانه لعمله والحجر المنزلي أثناء الجائحة، ولولاها ما فكر في اقتحام هذا العالم من الأساس، ومن يزر حسابه سيلاحظ أنه لا يتكلم إلا بحركات جسده، تماما كما يفعل مستر بين وتشارلي تشابلن، ومتابعوه يتجاوزون المئة وخمسين مليونا، وتقدر مكاسبه بمــلايين الدولارات، وما يقوم به يختصر فكرة البث المباشر على تيك توك تحديدا، واعتماده على الأفعال لا الأقوال، وهو يختلف عن نموذج عمل سناب شات ويوتيوب.

التسول المباشر

وأكمل: لكن المشترك بينهم يبدو في الاستعانة بـ (البثوث) لممارسة التسول المباشر أو غير المباشر بطلب الهدايا أو التمليح بضرورة إعطائها، أو إيداعها كدعم أو إعجاب أو نسب مشاهدة، وهذه قد تصل في التيك توك إلى خمس مئة دولار للهدية الواحدة، يتم اقتسامها بين المنصة وصاحب البث، وفي يوتيوب توجد خدمة حسابات (باترون)، التي تمكن المشتركين من دعم اليوتيوبرز المفضلين لديهم، وفي عام 2019 تم إيداع ما قيمته خمس مئة مليون دولار فيها، وفي السناب يكون الاحتكام إلى نسب المشاهدة والإعجابات، وأرباحها تصل أحياناً إلى 67 ألف دولار لكل حساب، والمسألة الأخيرة مرهونة بشعبية صاحب الحساب، وباستمرار البث لمدة طويلة.

الأفكار والخبرات

وأشار: تلفزيون بي بي سي البريطاني، بث في أكتوبر 2022 تحقيقاً استقصائيا مهماً، وفيه أن هناك عصابات منظمة في مخيمات اللاجئين السوريين، وبالأخص مخيم الزعتري، تعمل على توظيف معاناة اللاجئين في البث المباشر على تيك توك، وتستخدمهم كوسيلة للتسول الرقمي، وبما يصل إلى ألف دولار في الساعة الواحدة، وفي العادة تحتوي الحصة الأكبر من البث المباشر باختلاف منصاته، على مقاطع مؤذية للعين وخارجة عن المألوف وتحديات خطيرة، وكلها لأجل الحصول على مبالغ مالية أكبر، والتسول الإلكتروني موجود في أميركا وأوروبا، وليس مقصــــورا على المنطقة العربيـة والخليج، ويعرف باسم (إنترنت بيغنغ)، وقد ظهر مع بدايات الإنترنت في تسعينات القرن العشرين، وكتبت عنه صحيفة (بوسطن غلوب) الأميركية في 2009، وقالت إن بعض المشردين ومتسولي الشوارع، أصبحت لديهم مدونات إلكترونية يستخدمونها للحصول على تبرعات، ومنتديات يتبادلون فيها الأفكار والخبرات حول هذا النوع من التسول.

تجريم التسول

وأوضح: معظم الدول ما زالت بعيدة عن تجريم التسول رغم خطورته، ولدرجة وجود مواقع متخصصة في التسول الإلكتـــروني أبرزها (بيغزليست) الذي تـــم تأسيسه منذ 2007، ومقره شيكـــاغو بولاية الينوي الأميركية، وسجل كمؤسسة خيرية على الإنترنت، ويقــــوم كل متسول فيه بكتابه حالته، ومن ثم تجـرى عملية تصويت بين المشتركين، على من يستحق التبرع أكثر من غيره، وعلى أساسه يكون التبرع، وذلك عن طريق وسائل دفع محمية، وفيها حصانة عالية للمتسول، مثل (بايبال) و(بتكوين)، والسيطرة على التسول الإلكتروني شبه مستحيلة لأنه مفتوح على العالم ولا يعترف بالحدود.

حكايات مفبركة

وتابع: نظام مكافحة التسول السعودي تم إقراره في أواخر سبتمبر 2021، وهو يجرم استجداء أو طلب أموال الغير عن طريق السوشال ميديا أو مواقع الإنترنت، ويعاقب عليها بالسجن ما بين ستة أشهر وعام، أو غرامة تتراوح من 13 ألف دولار إلى 26 ألف دولار، بحسب فعل التسول وكونه فرديا أو مدارا بمعرفة تنظيم عصابي، بالإضافة إلى إعادة الأموال التي تم التحصل عليها من التسول، وترحيل المخالفين من غير السعوديين، ومتسولو الإنترنت أنواع وبعضهم يتلاعبون بعواطف الناس، ويضعون توسلاتهم وحكاياتهم المفبركة في إرسالية واتساب، أو في خانة التعليقات على المشاهير، أو في الترندات التي تحصل على تقييمات عالية، وطريقتهم الاستثمار في عاهة جســــدية أو مشـــاكل عائلية أو مرض أو مديونية، وهم متمرسون ومقنعون ويدرسون من يستهدفونهم بعنـاية، وتجاهلــــهم أنسب، وبالإمكان التوجه إلى المنصات الرسمية الموثوقة لتفريج الكربات، كمنصة إحسان وخدمة فرجت في أبشر ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، حتى لا يتورط الشخص بتحويلاته البنكية للمتسول في جـــــرائم خطيرة، كغسل الأموال أو الاتجار بالمخدرات والممنوعات أو دعم تنظيمات مشبوهة، ما لم يكن المتسول نفسه مطلوباً من الإنتربول أو الأجهزة المختصة، والجهل بالجريمة لا يعفي من العقوبة بطبيعة الحال.

arrow up