logo
logo logo

الرطيان يكشف عن نظامي حكم لم يعرف غيرهما العرب طوال القرن الماضي .. ويقارن بين "معمر القذافي " في ليبيا والشيخ زايد في الإمارات

الرطيان يكشف عن نظامي حكم لم يعرف غيرهما العرب طوال القرن الماضي .. ويقارن بين "معمر القذافي " في ليبيا والشيخ زايد في الإمارات
صحيفة المرصد: تحدث الكاتب محمد الرطيان عن أنظمة الحكم في معظم الدول العربية والتي اختلفت بين نظام الشيوخ والعسكر والديموقراطي، وذلك في تغريدة مطولة بحسابه في منصة إكس تحت عنوان "عن الشيوخ والعسكر والديموئراطي! ".

لبنان والكويت

وبدأ الرطيان بدولتي لبنان والكويت حيث قال: "ما أكثر الضجيج الحر.. وما أقل الحريّة! الصحف أكثر من القراء. والشاشات أكثر من المشاهدين. والساسة أكثر من المواطنين. والثرثرة أكثر من الإنجازات.

وتابع: في لبنان والكويت، نماذج تجعلك تشعر أن زهرة الديموقراطية تنمو في كل أرض، إلا أرض العرب، لا تنمو فيها هذه الزهرة السحرية حتى ولو سقيتها بماء عيونك! ليست ديمقراطية تلك التي لا ينجح فيها إلا (ملوك الطوائف) أو من يمثلهم.. وليس برلمانًا هذا الذي تصله، وبرنامجك الانتخابي الوحيد: " وين ربعي .. وين محزمي .. وين عصابة رأسي " ؟!!

وأضاف: سيأتي أحدهم ليقول "يوبا شنو تعرف أنت عن الديموغراطيا" ؟!! وسيأتي آخر ليقول "وهلأ يا بدوي إنتا شو فهمك بالديموئراطيي " ؟! سأقول لهم: وماذا تعرفون أنتم عن التنمية والبناء وصناعة الدولة؟.

وواصل الرطيان: قارنوا بين حياتكم ومدنكم مقابل: الرياض، أبو ظبي، مسقط، الدوحة.. لحظتها ستبيعون كل هذا «الضجيج الحر» الذي لم يستطع أن يوفر مضاد حيوي لطفلة تواجه الموت في بيروت!


الشيخ والعسكري


وأشار قائلا: لم يعرف المواطن العربي طوال القرن الماضي سوى حاكمين: الشيخ والعسكري. العسكر طوال الخمسينيات والستينيات يسخرون من الشيوخ ويحرضون شعوبهم عليهم. العسكر العرب – ولسبب أجهله – يظنون أنفسهم أنهم تقدميون، والشيوخ رجعيون! لم يترك العسكر العرب نظرية سياسية إلا وطبقوها على شعوبهم، كانوا يقفزون بمهارة لاعب سيرك من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.. يستطيعون أن يجمعوا كارل ماركس وشيخ طريقة صوفية في طبخة واحدة، وعلى العقل الشعبي أن يلتهمها، ويصفق لها ولطعمها، ويلحس أصابعه، وعقله.. للذتها!.


الشيوخ حكماء والعسكر متهورون

وأردف محاولا توضيح وجهة نظره بضرب مثالين قائلا: خذوا هذين المثالين: معمر في ليبيا، وزايد في الإمارات. يُقال، في أوائل السبعينيات، زار الشيخ زايد ليبيا وانبهر بجمال «بني غازي» وقال: متى أرى أبوظبي بجمال هذه المدينة؟ ومرت السنوات، انشغل زايد ببناء أبوظبي وشقيقاتها، وانشغل معمر بهجاء مشايخ النفط. جلب زايد كل شركات الدنيا لبناء المدن ورفاهية الإنسان وصناعة المستقبل. وجلب معمر كل فكرة مجنونة وطبقها على الشعب الليبي.. ولم يكتفِ بهذا: كان عقله المهووس يبتكر من النظريات السياسية ما لم يخطر على بال أدهى فلاسفة السياسة!


أبو ظبي وليبيا


وأردف: أبوظبي وليبيا كلتاهما تمتلكان نفس الثروة، كلتاهما بدويتان لهما نفس الطباع، كلتاهما لهما نفس التعداد البشري المتقارب. كان زايد نعمة الإمارات، وكان معمر نقمة ليبيا. القذافي فرّق المجتمع وجعل الدولة إمارات متناحرة، زايد جمع المفترق.. وجعل «الإمارات» دولة.


ماذا ترك الاثنان


واستكمل الرطيان قائلا: رحل الاثنان، الثاني: ترك وراءه الخراب، والخوف، والمستقبل المجهول، والدعوات الغاضبة التي تطارده في قبره، الأول: ترك وراءه أبوظبي الجميلة، ودبي الباهرة، والشارقة الشارقة، والإنسان الآمن المطمئن المُرفّه الذي لايزال يدعو له في صلاته.


وكشف الرطيان عن أخبث الأسئلة التي من الممكن أن يواجهها المواطن العربي، والخليجي تحديدًا، هو: أيُّهما تُفضّل: تنمية الإمارات.. أم ديمقراطية الكويت؟! هو سؤال يشبه تلك الأسئلة التي تأتي وإجابتها جاهزة في بطنها.. يجعلك تنظر للثانية بريبة وحذر خوفًا منها على الأولى ومنجزاتها! ومكمن خبثه الأكبر أنه يُوحي لك أن اجتماعهما: مستحيل! سيقول لك عقلك: ما قيمة الرغيف الذي لا تصله يدي بحرية؟ سيقول لك بطنك: وماذا أفعل بالحرية وأنا جائع؟ سيقول لك قلبك، وقلب المؤمن دليله: أريدهما معًا!، على حد قوله.


سبب فشل النموذج الكويتي


ولفت إلى أن السؤال الذي يجب ان نفكر به كثيرًا: لماذا فشل النموذج الديموقراطي في الكويت في بناء التنمية.. ونجح النموذج (اللا ديموقراطي) في الرياض وأبوظبي ودبي والدوحة في بناء تنمية مذهلة ومدهشة؟! أيهما الذي يصلح أكثر لإدارة أكثر من مليار نسمة من البشر.. ديمقراطية الهند أم الحكم الشمولي في الصين؟ من الذي نجح في التنظيم والتعليم والصناعة والاقتصاد وتقديم شيء من الرفاه لشعبه بين النموذجين: الهند ام الصين؟


كما تابع: ثم من الذي قال إن أفضل ما وصلت إليه البشرية من أشكال الحكم هو الحكم الديمقراطي (لانه الشكل الأكثر رواجًا عند الثقافة الغالبة/ الثقافة الغربية)، الديموقراطية أتت بهتلر إلى الحكم. والحكم العائلي الوراثي أتى بعمر بن عبدالعزيز إلى الخلافة. من الذي قال لك أن الديمقراطية أجمل وأعدل شيء ابتكرته البشرية؟!


الثقافة العربية تحتفي بالفرسان
واختتم الرطيان: الذاكرة العربية تحفظ اسم عبدالناصر وصدام، وتنسى اسم المشير عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب، فالثقافة العربية تحتفي بالفرسان وأشباههم أكثر من الحكماء.
التعليقات (0)

التعليقات مغلقة