logo
logo logo

«الصبر الاستراتيجي» لحفظ سمعة المقاومة

«الصبر الاستراتيجي» لحفظ سمعة المقاومة
حرب غزة تفضح محور المقاومة، حرب غزة رغم المآسي والقتل والدمار الذي أصاب أبناء الشعب الفلسطيني من المدنيين الأبرياء، إلا أنه كشف الكثير من المواقف المتناقضة لمحور ما يسمى بالمقاومة، فقبل أسابيع صرح مسؤول في الحرس الثوري الإيراني بأن عملية طوفان الأقصى التي شنتها حركة حماس على المستوطنات المحاذية لقطاع غزة وقتلت وأسرت المئات من المدنيين والعشرات من العسكريين الإسرائيليين، ذاك المسؤول الإيراني قال إن هذه العملية أتت كرد إيراني على مقتل قاسم سليماني قبل سنوات (وهو قائد فيلق القدس الإيراني)؛ هذا التصريح نفته حماس بعدها بساعات ونفته طهران، وباعتقادي أن هذه التأكيدات الإيرانية، ومن ثمَّ النفي وتنصل حماس من هذه الدوافع البعيدة عن قضية فلسطين الوطنية في عمليتها في ٧ أكتوبر، تأتي في سياق تجنب وحماية النظام في إيران من أنه على علم بهذه العملية الحمساوية، وتأكيد طهران وعلى كافة المستويات أن أذرع الممانعة في المنطقة لديها حرية وأحقية قرارها في مثل هذه الأعمال، وطهران تعرف أنها لو تورطت بشكل مباشر في صراعها مع إسرائيل وأمريكا لتلقت رداً قد يهدد وجودها الفعلي. في الأسابيع الماضية تعرض هذا المحور لحالة ضعف وإحراج من مناصريه قبل معارضيه وأعدائه، فقد تم تصفية أحد أهم قادة الحرس الثوري الإيراني رضي موسوي، في ضربة دقيقة في العاصمة السورية دمشق، وبعدها بأيام تم اغتيال نائب حركة حماس صالح العاروري وأربعة قادة في حماس وهم في الضاحية الجنوبية في بيروت، التي يفترض أن تكون مكاناً آمناً لهم، ولكن يبدو أن الوضع غير ذلك، بعدها بأيام أتى خطاب حسن نصرالله الأخير الذي أعطى دلالات واضحة أن الحرب وإبادة أهل غزة لن تدفع حزب الله للدخول في هذه الحرب، كما كان يتهدد في بداية هذه الحرب عندما قال إن الاجتياح الإسرائيلي البري للقطاع خط أحمر، وتم الاجتياح ولم ينفذ حزب الله وعيده وتهديده واكتفى بمناوشات متفق على قواعد اشتباكها من قبل، كما ذُكر في الخطاب الأخير، رغم التهديدات من هذا المحور، فالمُعطيات على أرض الواقع تُظهر أن ما أسمته طهران وتردده أدواتها في المنطقة من سياسة «الصبر الاستراتيجي» هو لحفظ ماء الوجه وتفادي صراع مباشر مع واشنطن وإسرائيل، وهذه هي الحقيقة المرة التي على من يراهن على هذا المحور إدراكها، فإيران لها مصالحها الوطنية والباقي تفاصيل تستخدمها لتحقيق تلك المصالح، مستخدمة الدين والمذهب في دغدغة المشاعر تجاه القضايا الوطنية العربية، وتأتي قضية فلسطين في المقدمة.

نقلا عن عكاظ
التعليقات (0)

التعليقات مغلقة