فيلم «ناقتي» يا ناقتي
الثقافة والفنون لها نصيب ليس بالقليل في برامج الرؤية، وأنشئت لها وزارة مدعومة مالياً تتبع لها هيئات عدة في مجالات الثقافة والفنون والآداب، ومن ضمنها هيئة الأفلام السعودية التي من أدوارها تطوير ونشر هذه الصناعة الناشئة في المملكة من دعم إنتاج الفيلم السعودي وتدريب الكوادر الشابة في هذه الصناعة وتمثيل المملكة في المحافل العربية والدولية سينمائياً.
شاهدت قبل أسابيع فيلماً سعودياً من إخراج وسيناريو الأستاذ عمر الجاسر، سأكون صريحاً ومباشراً في انطباعاتي عن هذا الفيلم، بداية كان دافعي لمتابعة فيلم (الناقة) هي توصية سلبية من صديق بأن هذا العمل فيه الكثير من الإسفاف والشطحات، خاصة بلغته السوقية في الحوار، المهم بدأت في مشاهدته متصيداً الهفوات والألفاظ الخادشة للحياء كما برمجت مسبقاً عن هذا العمل، بعد دقائق قررت أن ابتعد عن عين الرقيب وأتحول إلى دور المشاهد وأستمتع بالمشاهدة وأترك الحكم لمرحلة لاحقة إذا كان ذلك ضرورياً.
بدايةً بعد المشاهدة يمكنني القول إنني أعجبت بالعمل جداً وقصته البعيدة عن التقليدية، فقصته محكومة بساعات محددة لبطلة الفيلم (سارة) لعودتها في الساعة المحددة لمقابلة والدها والعودة للمنزل، في هذه الساعات عاشت البطلة والبطل سائق خدمة التوصيل (سعد) ساعات فيها أحداث درامية يكمن فيها الكثير من المفاجآت والإثارة والمغامرة الاجتماعية خاصة لـ(سارة) القادمة من أسرة محافظة تخاطر في الخروج عن التقاليد في موعد غرامي، ولكن الجميل في دورها هذا هو الثقة في النفس وأخذ المغامرة بعيداً عن النمطية عن المرأة في المجتمع في مرحلة معينة ممتدة، هناك مشاهد في الخروج إلى مخيم (الشباب) في أطراف المدينة، وما يتخلله من ممارسات أقرب هي للجنون والهروب من القيود والتقاليد داخل المدينة؛ التي ما زالت تكبل ساكنيها بعادات وتقاليد بالية، هناك بالصحراء توجد الحرية والانطلاق والمغامرة وليس بالضرورة أن تقود للتهلكة، انطلاق (سارة) و(سعد) للمخيم وما تخلله من صعوبات بدءاً من شرب (شاي أو مشروب) العجائب الذي أدخلهما؛ خاصة البطلة، في تصورات ورؤى متسارعة وكأن ما تم شربه كان مخدراً أطلق العنان للخيال للبطلة مع مشاهد فنتازية للوصول للمخيم، وما يحدث فيه من تحرر جماعي من قيود وعادات المدينة.
(الناقة) الحاضرة في الفيلم هي ضحية وبطلة ورمز يريد الفيلم أن يظهرها أنها تعيش حالات من القهر والغضب وفي النهاية تسقط ضحية تحت عجلة سيارة أو وليمة تفترسها الأيدي في مأدبة عشاء ما، الفيلم باعتقادي خرج عن التقليدية عما سبقه من الأعمال الدرامية التي تصور المرأة وعلاقتها بالمجتمع بنمطية مكررة، فهي الإنسانة الضعيفة مسلوبة الإرادة والحقوق، هنا نشاهد العكس فبطلة الفيلم لا تخاف خوض التجارب ومخالطة الآخرين والهرب من تقاليد العائلة المحافظة، وهذا يحسب للعمل رغم أن لغة الحوار فيها بعض الألفاظ التي يرى البعض فيها إسفاف، وأعتقد أنها أتت متسقة مع فكرة العمل الرئيسية.
هل هذا العمل هو تعبير عن مرحلة أجيال (الرقمنة) بكل تجلياتها وتأثيراتها العميقة في المجتمعات المحافظة، خاصة ونحن نشاهد نسفها لمفاهيم اجتماعية استمرت لعقود أو لمجتمع ما بعد الصحوة، الذي يعيش تجربته الإنسانية بكل تجلياتها كما هي في مجتمع طبيعي يسمح في التنوع والحرية والفردانية".
نقلا عن "عكاظ"
شاهدت قبل أسابيع فيلماً سعودياً من إخراج وسيناريو الأستاذ عمر الجاسر، سأكون صريحاً ومباشراً في انطباعاتي عن هذا الفيلم، بداية كان دافعي لمتابعة فيلم (الناقة) هي توصية سلبية من صديق بأن هذا العمل فيه الكثير من الإسفاف والشطحات، خاصة بلغته السوقية في الحوار، المهم بدأت في مشاهدته متصيداً الهفوات والألفاظ الخادشة للحياء كما برمجت مسبقاً عن هذا العمل، بعد دقائق قررت أن ابتعد عن عين الرقيب وأتحول إلى دور المشاهد وأستمتع بالمشاهدة وأترك الحكم لمرحلة لاحقة إذا كان ذلك ضرورياً.
بدايةً بعد المشاهدة يمكنني القول إنني أعجبت بالعمل جداً وقصته البعيدة عن التقليدية، فقصته محكومة بساعات محددة لبطلة الفيلم (سارة) لعودتها في الساعة المحددة لمقابلة والدها والعودة للمنزل، في هذه الساعات عاشت البطلة والبطل سائق خدمة التوصيل (سعد) ساعات فيها أحداث درامية يكمن فيها الكثير من المفاجآت والإثارة والمغامرة الاجتماعية خاصة لـ(سارة) القادمة من أسرة محافظة تخاطر في الخروج عن التقاليد في موعد غرامي، ولكن الجميل في دورها هذا هو الثقة في النفس وأخذ المغامرة بعيداً عن النمطية عن المرأة في المجتمع في مرحلة معينة ممتدة، هناك مشاهد في الخروج إلى مخيم (الشباب) في أطراف المدينة، وما يتخلله من ممارسات أقرب هي للجنون والهروب من القيود والتقاليد داخل المدينة؛ التي ما زالت تكبل ساكنيها بعادات وتقاليد بالية، هناك بالصحراء توجد الحرية والانطلاق والمغامرة وليس بالضرورة أن تقود للتهلكة، انطلاق (سارة) و(سعد) للمخيم وما تخلله من صعوبات بدءاً من شرب (شاي أو مشروب) العجائب الذي أدخلهما؛ خاصة البطلة، في تصورات ورؤى متسارعة وكأن ما تم شربه كان مخدراً أطلق العنان للخيال للبطلة مع مشاهد فنتازية للوصول للمخيم، وما يحدث فيه من تحرر جماعي من قيود وعادات المدينة.
(الناقة) الحاضرة في الفيلم هي ضحية وبطلة ورمز يريد الفيلم أن يظهرها أنها تعيش حالات من القهر والغضب وفي النهاية تسقط ضحية تحت عجلة سيارة أو وليمة تفترسها الأيدي في مأدبة عشاء ما، الفيلم باعتقادي خرج عن التقليدية عما سبقه من الأعمال الدرامية التي تصور المرأة وعلاقتها بالمجتمع بنمطية مكررة، فهي الإنسانة الضعيفة مسلوبة الإرادة والحقوق، هنا نشاهد العكس فبطلة الفيلم لا تخاف خوض التجارب ومخالطة الآخرين والهرب من تقاليد العائلة المحافظة، وهذا يحسب للعمل رغم أن لغة الحوار فيها بعض الألفاظ التي يرى البعض فيها إسفاف، وأعتقد أنها أتت متسقة مع فكرة العمل الرئيسية.
هل هذا العمل هو تعبير عن مرحلة أجيال (الرقمنة) بكل تجلياتها وتأثيراتها العميقة في المجتمعات المحافظة، خاصة ونحن نشاهد نسفها لمفاهيم اجتماعية استمرت لعقود أو لمجتمع ما بعد الصحوة، الذي يعيش تجربته الإنسانية بكل تجلياتها كما هي في مجتمع طبيعي يسمح في التنوع والحرية والفردانية".
نقلا عن "عكاظ"
التعليقات (0)
التعليقات مغلقة