logo
logo logo

الذايدي يعلق على الدعوة لعدم تدريس المذاهب الفقهية والمناهج المدرسية القديمة بداعي الانفتاح

الذايدي يعلق على الدعوة لعدم تدريس المذاهب الفقهية والمناهج المدرسية القديمة بداعي الانفتاح
صحيفة المرصد: علق الكاتب مشاري الذايدي على الدعوة لعدم تدريس المذاهب الفقهية والمناهج المدرسية القديمة بداعي الانفتاح والعصرنة.

الإخوان والأزهر

وقال الذايدي في مقال له بعنوان "المذهبية والإخوان والأزهر"، المنشور بصحيفة "الشرق الأوسط": لن أخوضَ في جدل مناهج التعليم الديني، ونُظُم التدريس الفقهي والشرعي، فهو جدلٌ قديمٌ متجدّد، وفيه كلامٌ كثير قيل من كل فريق، تجد شيئاً من ذلك في كتب العلَّامة المصري والفقيه الكبير الشيخ محمد أبو زهرة، والفقيه والمؤرخ التونسي الحجوي الثعالبي، وغيرهما.

التمذهب الفقهي

وأضاف:" لكن المسائل التي دار حولها جدلٌ كبير: مسألة التمذهب الفقهي، وهل يجوز أو يصلح في هذا العصر تدريس المذاهب المعروفة الفقهية، مثل الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي، هذه هي المذاهب المعروفة والمخدومة في السياق السنّي، عبر التاريخ؟"، مشيرا:" أنَّ ذلك صار من الماضي، والصحيح هو نبذ المذاهب وإقصاء الإرث الفقهي والمدرسي لها، أو في أحسن الأحوال عدم الاعتبار به والرجوع إليه... لا... بل يُرجع مباشرة إلى الكتاب والسنّة؟".

دعاة العودة

وأكمل: من أبرز دعاة العودة المباشرة هذه، في العصر الحديث، مدارس مثل مدرسة الشيخ السوري ناصر الدين الألباني، بل بالغ في ذلك هو وتلاميذه، ومن أبرزهم السوري أيضاً محمد عيد عبّاسي الذي ألّف كتاباً بعنوان «بدعة التعصّب المذهبي»! وردّ عليهم الشيخ السوري الشهير محمد البوطي في كتب وأبحاث معروفة، لافتا: قبل أيام، هاجم الشيخ شوقي علّام، مفتي الديار المصرية، جماعة الإخوان، قائلاً إنه منذ عام 1928 وهي سنة تأسيس الجماعة، كانت هناك محاولات واضحة منها لإقصاء العلماء المعتبرين، ووصفهم بأنهم «علماء السلطان».

المذهبية الفقهية


ومضى: وأضاف في تصريحات تلفزيونية أن منهج الأزهر يعتمد على التعددية دون إقصاء، من خلال دراسة كافة المذاهب، والجميع يتَّفق على أن المذاهب مناهج لفهم الفقه. وأشار لدعوات «الإخوان» لمحو المذهبية الفقهية والعودة إلى الكتاب والسُّنة فقط دون الاعتراف بالمذاهب الفقهية المعتبرة.

الاعتدال والتسامح


وأردف: هذه مسألة مهمة وجدلية حسّاسة، يغلط فيها كثيرٌ؛ منهم من يظنُّ أن الدعوة لعدم تدريس المذاهب الفقهية والمناهج المدرسية القديمة، هي غاية الانفتاح والعصرنة، وذلك كفيلٌ بحدّ ذاته في توفير الاعتدال والتسامح والعصرية، مبينا: هذا وهمٌ كبير، ورهانٌ مغلوط، فالحقيقة أن جماعة مثل جماعة «جهيمان»، أو فقهاء تنظيمات مثل «القاعدة» و«داعش»، دُعي فيها لمثل هذه الدعوات، وهم نفرٌ خِلوٌ من المنهجية والغِنى العلمي والامتلاء بروح وثقافة ومادّة التراث الفقهي المذهبي والعلمي القديم.

الفقيه العائد 

واستكمل: حدّثني بعض من كان مع جماعة «جهيمان» أنهم كانوا يكتفون ببعض كتب الحديث، والتفسير، والقاموس المحيط. بالنسبة لهم هذه كافية في تكوين الفقيه العائد مباشرة للكتاب والسنّة، مشيرا: ليس هذا دفاعاً مطلقاً عن المذاهب القديمة «المخدومة» بكل العلوم والتراكم التاريخي، ففيها ما فيها من ملابسات التاريخ، يعتريها النقص المرتبط بغاية ما بلغته علوم الطب وغيره في أزمنتهم.

عتَبة الانفتاح

وتابع: الهدف هو دحض فكرة أنَّ اللامذهبية هي عتَبة الانفتاح... هكذا بإطلاق.

التعليقات مغلقة

التعليقات (26)

التعليقات مغلقة