logo
logo logo

متعب العريفي: مناظرة هاريس وترامب.. استعراض لمنظومة قديمة

متعب العريفي: مناظرة هاريس وترامب.. استعراض لمنظومة قديمة
صحيفة المرصد: علق المحامي متعب العريفي، على المناظرة التلفزيونية بين مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب.

منظومة قديمة

وقال العريفي في مقال له بعنوان "مناظرة هاريس وترامب.. استعراض لمنظومة قديمة"، المنشور بصحيفة "المرصد": المناظرة بين ترامب وهاريس للفوز بكرسي الرئاسة الأمريكية كانت صارمة وفق البروتوكولات المنظمة؛ محاورون يطرحون الأسئلة بالعدل، والإجابة محددة بمدة زمنية لاتتعدى دقيقتين . وفي المجمل الأسئلة لم تخرج عن المألوف وتدور حول  رؤية المرشح لما سوف يقدمه في حالة الوصول للبيت الأبيض من إستيراتيجيات وخطط وبرامج جديدة ، وإصلاحات سياسية، واقتصادية واجتماعية، وعسكرية، على الصعيد الداخلي والخارجي للولايات المتحدة الأمريكية، كانت تسعون دقيقة ساخنة تابعها الملايين في العالم لكننا لا نعلم كم صدق منهم أحد المرشحيْن.

مناحي الحياة 

وأضاف: في نظري كمحلل سياسي أعتقد أن المناظرة أظهرت بقدر كبير توازن القوى أو تعادلها - إن صح التعبير-  ما جعل الميل لأحدهما من قبل الناخب سيكون صعبا ، ويعود هذا التوازن إلى التجربة السياسية لكلا الطرفين؛ هاريس التي عملت نائبة للرئيس الأمريكي الحالي، وترامب الذي أدار دفة شؤون الولايات المتحدة الأمريكية لأربع سنوات رئيسا لها وفي رأيي أن الطرفين استطاعا بشكل أو بآخر أن يحرج خصمه بشكل واضح ويضعه في زاوية حادة ، ليس ببرنامجه الخاص بل بتغليط وتخوين الحزب الآخر حول قدرته في إدارة مناحي الحياة في أكبر دولة في العالم. وكل طرف - مثل كل الانتخابات السابقة أو حتى اللاحقة - وعد بأن يقدم الأفضل اجتماعيا واقتصاديا وعسكريا، وهذه النقطة وإن تكررت في انتخابات ماضية وتتكرر في كل انتخاب ذلك أنها ضرورية   بل هي سبب هذه المناظرة وكل أمريكي ينتظر برنامج كل طرف. 

فاتورة الحرب

وأكمل: ما لفت نظري وتوقفت عليه كثيرا أن  الرئيس السابق ترامب أكد أثناء  مشاركته بأنه سوف يعود لفرض ضرائب على الصين والتي سبق فرضها لحماية الاقتصاد الأمريكي من واردات الصين ، وهذه حال ترشحه وحدثت سنعود إلى ما يسمى بـ "الحرب التجارية" بين عملاقي الاقتصاد العالمي، وأنه أي ترامب سوف ينهي حرب روسيا وأوكرانيا، وفي ذلك دلالة على الدور الأمريكي في استمرار هذه الحرب، كما أن هذا الوعد يدل على أن إخمادها والعودة إلى عالم آمن في متناول اليد، وفي ذلك إشارة من الرئيس السابق إلى الدور الشيطاني للرئيس الحالي في إشعال هذه الحرب وتغذيتها بالسلاح ، واتهامه لحزب بايدن بالركاكة السياسية وتراكم الخسائر الاقتصادية على الولايات الأمريكية المتحدة بسبب فاتورة الحرب.

مؤسسات إعلامية

وزاد: كاميلا هاريس بدأت أكثر حضوراُ  ما جعلها تنتصر في استطلاعات الرأي الأولية وقد يعزو هذا الحضور الجيد إلى  تلقيها دعما سياسيا ومسانده غير مسبوقة من قبل مؤسسات إعلامية عملاقة، ورؤوساء سابقين لحزبها مثل أوباما وكلينتون فضلا عن تأييد الرئيس الحالي جون بايدن المطلق.

الحزب الديمقراطي

وتابع: في المقابل لم يدعم المرشح ترامب في حملته رؤوساء أو سياسيين سابقين لحزبه، إضافة للدولة العميقة التي تقف خلفها مؤيدة وداعمة لمرشحة الحزب الديمقراطي.

المناظرة الصاخبة

وأشار: فقط ظهر وبصوت عال رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك الذي يناور به ترامب بشكل كبير وألمح في إدراجه ضمن الحكومة المقبلة فيما لو فاز بالرئاسة.

ولفت: في النهاية ؛ بالرغم من هذه المناظرة  الصاخبة أو من المناظرة المقبلة - إن وافق ترامب الذي يبدو أنه يرفض تكرارها - فإن صناديق الاقتراع هي من سوف تعلن الفائز في الانتخابات الرئاسية المقبلة نهاية 2024 ، بعيدا عن المناظرات خاصة أن القيمة السياسية لكلا من هاريس وترامب واضحة حيث شاركا في العمل السياسي والناخب الأمريكي قيم تجربتهما ولن يؤثر عليه مناظرة ثانية.

قضاء عادل

 واختتم: من الجدير القول بأن الولايات المتحدة  دولة مؤسسات وديمقراطية، قضاء عادل،  وأحزاب سياسية وتشريعية، تعمل وفق أنظمة دستورية يصعب مخالفتها وفي هذه الجولة من الانتخابات لا جديد حيث  أن كلا المرشحيْن قد تم تجربة إدارته داخليا وخارجيا فليس هنالك دماء جديدة أو أفكار أخرى، ويبدو لي أن الحزبين الديموقراطي والجمهوري أصبحا يعانيان من عملية إجهاض لولادة سياسيين جدد؟!.. وإلى اللقاء بعد الاحتفال بالرئيس الجديد في نهاية العام.
التعليقات (14)

التعليقات مغلقة