"الراشد" يكشف علاقة نظام حافظ الأسد في القمع والتعذيب بصدام حسين.. وكيف استغل القضية الفلسطينية للحفاظ على حكمه
صحيفة المرصد: قال الكاتب عبدالرحمن الراشد، أن بشار الأسد لم يكن من بدأ العنف سياسةً للسيطرة، بل ورث الفكرة والوظيفة والمؤسسات من والده حفاظ الأسد.
وأضاف الراشد خلال مقاله المنشور في الشرق الأوسط بعنوان "حافظ وليس بشار" :"اعتمد الأب، حافظ الأسد، على علاقة استراتيجية مع الاتحاد السوفياتي، ساعدته، مع ألمانيا الشرقية، ونقلت إليه تقنيةَ القمعِ الممنهج."
*حافظ و صدام*
وتابع :"ليسَ صدفة أن نظام الأسد الحديدي كان مشابهاً لنظام صدام حسين، رئيسِ العراق الأسبق، فكلا النظامين كان بعثياً، ووصل الرجلان الحكم عبر انقلابين على حزبيهما، وقاما بتصفية رفاقهما، فصدام وحافظ عاشا في القاهرة وتأثرا بعبد الناصر، عرف النظامان بالقمع والقسوة، ومات مئات الآلاف في سجون النظامين البعثيين."
وأكمل :"هناكَ كثيرٌ من الأقوالِ ونظرياتِ المؤامرةِ حول وصولِ الأسدِ للسلطة، فقد ترقَّى سريعاً إلى رتبةِ لواء، ثم صار قائداً للقوة الجوية، ووزيراً للدفاع ووقعت هزيمةُ 1967، والجيش تحت إمرته، كيف صار رئيس وزراء ثم رئيساً رغم أنه المسؤول عن الهزيمة، في حين أن نظيره المصري المشير عبد الحكيم عامر، انتحر، والأرجح أنه قُتلَ في زنزانة بعد الهَزيمة."
*اغتيال ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية*
واستطرد :"على المستوى السياسي لعب الأسد دوره في معسكر السوفيات خلال الحرب الباردة في مواجهة النفوذ الأميركي، سهل بناء شبكة معقدة لتنظيمات إرهابية باسم تحريرِ فلسطين، كانتْ معظم عملياتها موجهةً للأميركيين، واستهدفتِ القيادات الفلسطينية المضادة والعرب القريبين من واشنطن، فالأسد كان خلف اغتيال ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية في لندن وباريس وبروكسل، وحاول اغتيال ياسر عرفات عام 1974."
وأضاف :"في رأيي لم يكنِ الأسد الأب مرتبطاً بالإسرائيليين، لكنّه كان يحسب حساب قوتِم، ولم تُطلق رصاصة واحدة من حدوده على إسرائيل، لماذا، وقد كان هو أكثر الأنظمة ادعاء بالعداء لإسرائيل؟ إما أن هذا كان اتفاقاً معهم بما هو أبعدُ من فكّ الاشتباك الذي هندسه الوزير الأميركي هنري كيسنجر، وإما أنه كان يدرك أن الإسرائيليين يستطيعون دخول دمشق وإسقاط نظامه في ساعة واحدة، وهي مسافة الطريق من حدود الجولان إلى العاصمة."
*يخدم مشروع واحد*
وتابع :"قضَى معظمَ عمرِه يخدم مشروعاً واحداً فقط، هو الحفاظُ على الحكمِ بكل السّبل بما فيها المزايدةُ على القضيةِ الفلسطينية، وأفشلَ مساعيَ الفلسطينيين في إقامة دولتِهم بالاغتيالات والدعايةِ ضدهم. لكنَّه قُبيل وفاتِه مهَّد الطريقَ لمشروعِ سلامٍ تمَّ التفاوضُ عليه في جنيف، وعندمَا تسلَّم بشار الحكمَ تراجع الإسرائيليون لعدمِ ثقتهِم به."
واستطرد :"حافظ عُرفَ بدهائِه في علاقاته الخارجية وكانَ أكثرَ وعياً بالحساباتِ الإقليمية والدولية. صدام عُرف بجهلِه وحبِه لاستعراض قوتِه ضد خصومه. قامَ مرة بإرسال فيديو عمليةِ تصفيةٍ شهيرة ضد رفاقه في الحزب إلى الأحزاب والسفاراتِ عام 1979."
واختتم مقاله قائلاً :"بشارُ الأسد ورثَ عن والدِه نظامَ حكمٍ بائس. دامَ رئيساً نحو ربعِ قرنٍ دون إنجازات تنموية أو إصلاحات إدارية. ارتكب قراراتٍ كارثيةً في سياساته الداخليةِ والخارجية. والسؤالُ الذي لم أجد له إجابة شافية هو حول تحالفِه مع إيران؟".
التعليقات (19)