" تركي الفيصل" يكشف عن علامات تدل على زوال النظام العالمي.. ويعلق: أخشى أننا ندخل الآن عصر الوحوش!
صحيفة المرصد: قال الأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، إن العالم يقف اليوم على أعتاب مرحلة فارقة، مشيرًا إلى أن النظام العالمي القديم ينهار.
النظام العالمي الجديد على وشك الولادة
وتابع الأمير خلال كلمته في افتتاح مؤتمر ميد-أور الدولي "باليرمو، مفترق طرق البحر الأبيض المتوسط": "نشهد اليوم زوال النظام العالمي القديم، والنظام العالمي الجديد على وشك الولادة. أقتبس مقولة الفيلسوف الإيطالي أنطونيو غرامشي: حان وقت الوحوش. وأخشى أننا ندخل الآن عصر الوحوش والمزيد من الصراعات التي لا تُحترم فيها القوانين والأعراف والقواعد والمبادئ والمؤسسات الدولية".
علامات على تلاشي النظام العالمي
وأشار إلى أن حرب الإبادة الجماعية على غزة، والحرب الروسية غير القانونية على أوكرانيا، وحروب إسرائيل الأخيرة على لبنان وسوريا واليمن وإيران، والهجوم غير المبرر والمُدان على قطر، كلها علامات ملموسة على تلاشي نظامنا العالمي. إضافةً إلى ذلك، فإن رسوم الرئيس ترامب الجمركية، وإدارته الشخصية الأحادية، ونهجه المُستهزئ في السياسة العالمية، كلها أمثلة تُثبت النهاية الحزينة للنظام الدولي الليبرالي الغربي الذي استمر على مدى الثمانين عامًا الماضية.
زمن القطب الواحد قد ولّى
وأردف: زمن القطب الواحد قد ولّى منذ زمن بعيد، ويبدو أن هناك محاولات يائسة من جانب الإدارة الأمريكية الحالية لفرض إرادتها دوليًا، متجاهلةً حقيقة أن التعددية القطبية هي النظام الذي يجب إقامته.
صورة رؤساء الصين وروسيا والهند
وأكمل: الصورة التي لفتت انتباه العالم مؤخرًا هي صورة رؤساء الصين وروسيا ورئيس وزراء الهند، وهم يمسكون بأيدي بعضهم البعض خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون الأخيرة. إنها رسالة واضحة مفادها أن الأحادية القطبية لم تعد خيارًا مطروحًا.
دول حوض البحر الأبيض المتوسط
وواصل: يُعدّ التعاون بين جميع دول حوض البحر الأبيض المتوسط ضرورةً قصوى لإدارة مخاطر هذه المرحلة الانتقالية الخطيرة، مع الأخذ في الاعتبار الحاجة إلى استقرار الشرق الأوسط، وإيجاد حل للقضية الفلسطينية، وكبح جماح الوحوش في تل أبيب وأماكن أخرى. وهذا ما يساهم في تشكيل أي نظام متعدد الأقطاب يولد، والذي يجب أن يتجنب عيوب النظام المحتضر.
السلام والازدهار
وقال: يجب أن يبدأ تعزيز السلام والازدهار العالميين من العمل من أجل هذه الإصلاحات على رأس العالم. ودور أوروبا أساسي في هذا الصدد. وعلى مدى ثمانية عقود تقريبًا، ظل شرق البحر الأبيض المتوسط يتأرجح بين حرب وأخرى، ومن كارثة إلى أخرى، ومن قرار أممي إلى آخر، ولا تزال العدالة بعيدة المنال. مشيرًا إلى أن نفاق القوى العظمى، التي تتولى قيادة النظام العالمي و"طليعة" مبادئه الأساسية، يتجلى عندما يتعلق الأمر بقضايا الشرق الأوسط.
السلام والأمن
وأضاف: القضية الفلسطينية هي وستظل المصدر الرئيسي لتهديد السلام والأمن الإقليميين. لذلك، فإن السلام والأمن في منطقة البحر الأبيض المتوسط ليسا بمنأى عن ذلك. إن الفشل الدولي في هذا الصدد هو السبب وراء دوامة الحروب التي تندلع كل بضع سنوات. وآخر حلقة من هذه الدوامة هي الحرب المستمرة في غزة وآثارها المدمرة طويلة الأمد، وهي حالة قيد البحث. إن تقاعس مجلس الأمن الدولي عن وقف القتل والمجازر الجماعية في غزة، وقبل ذلك في سوريا، من خلال الاستخدام غير المسؤول لحق النقض (الفيتو)، هو سبب هذه المآسي. إن إساءة استخدام حق النقض (الفيتو) هو نمط سائد لدى جميع الدول صاحبة هذا الحق عندما يتعلق الأمر بقضايا السلام والأمن في الشرق الأوسط.
حل عادل
وأكد: بدون حل عادل يأخذ في الاعتبار المطلب المشروع للفلسطينيين في تقرير المصير، لن تشهد هذه المنطقة استقرارًا أبدًا، وستظل عرضة لجميع الاحتمالات السلبية. لن يكون لدينا نظام دولي جديد عادل وسلمي دون معالجة القضايا الرئيسية للسلام والازدهار في أكثر مناطق العالم استراتيجية.
دول الخليج
وتابع: دول مجلس التعاون الخليجي اليوم في وضع يسمح لها بأداء دور بناء في قيادة المنطقة نحو السلام والأمن. نحن في المملكة العربية السعودية نعمل مع فرنسا لتهيئة الظروف للمضي قدمًا نحو حل الدولتين من خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية كخطوة نحو الهدف المنشود. ينبغي أن تكون إيطاليا معنا في هذا المسعى النبيل لإنهاء مأساة فلسطين وإحلال السلام لجميع شعوب الشرق الأوسط. وينبغي أن تقترن إدانة السيدة ميلوني للحرب الروسية على شرق أوكرانيا واحتلالها لها، بإدانتها للحرب الإسرائيلية على غزة واحتلالها.


التعليقات (69)
التعليقات مغلقة