رئيس التحرير : مشعل العريفي

 الراشد يتحدث عن مخاطر حرب غزة على الدول العربية.. ويتساءل:هل الأنسبُ ركوبُ الموجةِ أم تجاهلُها؟

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: تحدث الكاتب عبد الرحمن الراشد، عن مخاطر حرب غزة على الدول العربية، متسائلاً:"هل الأنسبُ ركوبُ الموجةِ ومسايرةُ التياراتِ الشعبية أم تجاهلُها؟".

أخطار غزة

وقال الراشد في مقال له بعنوان "أخطار غزة على الدول العربية"، المنشور بصحيفة "الشرق الأوسط": ليست «حماسُ» وحدَها في معركةِ البقاء، ولا إسرائيل فقط التي تقاتلُ لمسحِ المهانةِ واستردادِ مكانتِها، المنطقةُ كلُّها على فُوَّهةِ بركان يموج لأسباب أخرى، وغزةُ هي زرُّ التفجير.

أزمةِ غزة

وتساءل، قائلاً:"في التعاملِ مع أزمةِ غزة، هل الأنسبُ ركوبُ الموجةِ ومسايرةُ التياراتِ الشعبية، أم تجاهلُها؟"، مشيرا: قبل الخوض في المعالجةِ نروي قصةَ التطرف، وعلاقة الحروب بالأفكار. فالحروبُ هي موسمُ الصيدِ للجماعات المتطرفة.

بيوتَ ومدارسَ

وأكمل: مع الحربِ الأميركية التي شُنَّت على تنظيم القاعدة في أفغانستان في 2001، دخلَ التطرفُ مساجدَ وبيوتَ ومدارسَ دولِ المنطقة. وتكرَّرت على نطاقٍ أوسع، عندما غزتِ الولاياتُ المتحدة العراقَ في عام 2003. انهارت قواتُ صدام سريعاً، في ثلاثةِ أسابيع، واحتلت بغداد بسهولة. لكنَّ المعركةَ تغيَّرت بوصلتُها بعد سنة، فقد نجحَ الخطابُ المتطرفُ في اجتذاب آلافِ الشباب من العربِ للقتال تحتَ راياتِ «القاعدة»، ثم «داعش»، عبرَ سوريا. هؤلاء قلبُوا المعادلة، لتخرجَ القواتُ الأميركية وتهيمنَ إيرانُ على الساحة.

عناوينَ احتجاجيةٍ

وزاد: التنظيماتُ ذاتُ الأفكارِ المتطرفة، لم تكتفِ بالعراق، واصلت زحفَها واستهدفت هجماتُها أكثرَ من نصفِ الدولِ العربية ما بين 2003 و2010، لافتا: عندمَا فشلتْ في إحداثِ التغيير بالسّلاح، انفجر ما سمي الربيع العربي، في 2011، وهي في الواقعِ امتدادٌ للأحداث السابقة، تحتَ عناوينَ احتجاجيةٍ مختلفةٍ وقياداتٍ محلية، في البلدان التي كانَ ينشطُ فيها المتطرفون، تونس ومصر واليمن، وكذلك سوريا حيث كانت الحاضنَ للجماعات الجهاديةِ في العراق قبل ذلك.

دورَ الشاحن

وأوضح: أزمةُ غزة معركةٌ واحدةٌ في حربٍ مستمرة، وتلعبُ اليومَ دورَ الشاحن، كما فعلت أزماتُ أفغانستان والعراق ودول الربيع، تستهدف المنطقة ويبدو أنَّ قلةً من الدول تسيطر وتحصّن وضعَها الداخلي في إدارتها للمخاطر المستجدة، مستكملا: المعاركُ في شمال غزة ومآسيها تكاد تحجبُ دخانها عن رؤية ما يتشكّل في المجتمعات العربية. القاسمُ المشتركُ بين الحروب الماضية والحرب الحالية، أنَّ بعضَ المعارضةِ يستخدمُها لمحاصرة الحكوماتِ والقوى الإقليميّة. هذه القوى لا تَملُّ من تَكرارِ المحاولات، وهي تعودُ اليومَ للمرة الأولى منذ فشلِها في العراق وسوريا وليبيا، وخسارتِها مصر.

دعواتُ الجهادِ

وأردف: لكلّ دولةٍ طريقتُها في التعاطي مع الأزمة. السعودية أخذت خطاً رسمياً واضحاً، مع غزة، وضد الهجومِ الإسرائيلي. قادت نشاطاً دبلوماسياً واستضافتِ القمةَ العربيةَ والإسلامية، وأخرى أفريقية، وفتحت بابَ التبرعات التي تجاوزت نصفَ مليار ريال، الأعلى في المنطقة. إنَّما، من الملاحظ أنَّه لم تعدِ المدارسُ، والمساجدُ، والمحافلُ، والإعلامُ المحلي مرتعاً للمتطرفين يقودون الرأيَ العامَّ، الأمرُ الذي كانَ يحدث في الماضي. لهذا السبب اختفت دعواتُ الجهادِ وتجنيد الشباب.

شحناتِ الغضب

ولفت: هناك حكوماتٌ اختارت الطريقَ المعاكس، بالمزايدة على أصحابِ الخطاب التحريضي اعتقاداً أنَّهَا بذلك تفرّغ شحناتِ الغضب، وتتكسَّبُ شعبياً من التيار. وفي رأيي هذه تكرّر الخطأ نفسَه. فالدعواتُ المتطرفةُ تزداد تطرفاً بدرجةٍ تفوق قدرةَ الحكومات على مجاراتِها، تطلبُ قطعَ العلاقات مع الدول الغربية، ومنع الاستيراد، وتتحداها للقتال، وتحثُّ على العنف. ونعرفُ من ماضي الأحداث أنَّها تستدير ضد أنظمةِ بلدانها، بعيداً عن شأنِ غزة. التضامنُ مع أهلِ غزة و«حماس» لا يستوجب إعلاءَ الخطابِ المتطرف، وإطلاقَ العنان للحملاتِ الدعوية، وفتحِ المنابر الدينية والتعليمية والإعلامية له.

الرموز والأفكار

وأشار: نلاحظ أنَّ الجماعات التي تدير الإعلامَ الدعائي المتطرفَ أصبحت أكثرَ تنظيماً ومهارة. اليوم هي أسرعُ في الوصول لعدد كبير من الناس أكثرَ ممَّا شهدناه، حتى في فوضى ثوراتِ عام 2011، موضحا: في حرب غزةَ الحالية، يقوم المتطرفون بتسويقِ الرموز والأفكار، أبو عبيدة وبن لادن ونصر الله والسابع من أكتوبر وغيرها. هؤلاء، غزةُ ليست قضيتَهم، غزة لهم مثلما كانت الفلوجة في العراق. ومصيرُ غزةَ سيكون كذلك مثلها، جلبَ الدمار ونسيانها، وتركَ أهلها لمصيرهم.

القتل والتدمير

وتابع: ما يرتكبه الإسرائيليون في غزة، من الهجوم والقتل والتدمير، واضحٌ أنَّه ثأرٌ وبوحشية، يستهدف الأبرياءَ، وسيغذي خطابَ الجماعاتِ المتطرفة، ويعلي صوتَها عند عامةِ الناس. إسرائيلُ لا تبالي بانتشار التطرفِ والمتطرفين، بل كثيراً ما استفادت منه، بتلبيسِه خصومَها الفلسطينيين.

الخطابِ المتطرف

وختم: هذا بالنسبة لإسرائيلَ، أمَّا المجتمعاتُ العربيةُ المتهاونةُ مع الخطابِ المتطرف، بفتحِها المنابرَ والمدارسَ ووسائلَ الإعلام، ستواجهُ مخاطرَ أعظم. هذه المرة خصومها ممن وُلدوا في العقدين الماضيين، عمر التشكل الفكري. فرادى ضمنَ شبكات واسعة وعابرة للحدود، يملكون أدواتٍ أكثرَ فعالية، وعلى درجة عالية من الإتقان.

آخر الأخبار

تفاصيل الحكم على منفذة تفجير إسطنبول في تركيا
تفاصيل الحكم على منفذة تفجير إسطنبول في تركيا
"من بينها الخبز الأبيض والأرز "… "النمر" يحذر من تناول  أطعمة  تزيد من احتمال حدوث جلطة القلب ويكشف البديل
"من بينها الخبز الأبيض والأرز "… "النمر" يحذر من تناول أطعمة تزيد من احتمال حدوث جلطة القلب ويكشف البديل
الاتحاد الأوروبي يعلن العثور على فراولة قادمة من المغرب ملوثة بفيروس التهاب الكبد الوبائي
الاتحاد الأوروبي يعلن العثور على فراولة قادمة من المغرب ملوثة بفيروس التهاب الكبد الوبائي
تديره معلمة متقاعدة.. شاهد.. قصة عائلة تحول منزلاً قديماً إلى مطعم وحديقة في الخُبر
تديره معلمة متقاعدة.. شاهد.. قصة عائلة تحول منزلاً قديماً إلى مطعم وحديقة في الخُبر
تنفيذ حكم القتل بالمواطن "نومان الظفيري" لارتكابه أفعالاً تنطوي على خيانة وطنه والإخلال بالنظام العام للدولة وزعزعة أمن المجتمع وتبنيه منهجاً إرهابياً
تنفيذ حكم القتل بالمواطن "نومان الظفيري" لارتكابه أفعالاً تنطوي على خيانة وطنه والإخلال بالنظام العام للدولة وزعزعة أمن المجتمع وتبنيه منهجاً إرهابياً
بالفيديو.. أول رد من محامي الخصم في قضية تحريض حليمة بولند على الفسق والفجور.. ويكشف عن 3 اتهامات  وجهتها النيابة إليها
بالفيديو.. أول رد من محامي الخصم في قضية تحريض حليمة بولند على الفسق والفجور.. ويكشف عن 3 اتهامات وجهتها النيابة إليها
يصادرون التقليد ويغرمونك بنفس قيمة الأصلي.. بالفيديو.. إماراتي يحذر السياح من السفر إلى أوروبا بـ"ساعات وحقائب مقلدة"
يصادرون التقليد ويغرمونك بنفس قيمة الأصلي.. بالفيديو.. إماراتي يحذر السياح من السفر إلى أوروبا بـ"ساعات وحقائب مقلدة"
شاهد: مواطن يروي قصة فرنسي اشترى سيارة بـ500 ريال من تشليح الرياض ورفض بيعها بأكثر  مليون  ريال !
شاهد: مواطن يروي قصة فرنسي اشترى سيارة بـ500 ريال من تشليح الرياض ورفض بيعها بأكثر مليون ريال !
arrow up